ماتيلدا

لديَّ قدرات، يؤمن بها أبناء بلدي. هل تعتقدين أنني زرعتُ بذوري في الهواء، وأنه ليس لديَّ هدف ممَّا أقوم به؟ صدِّقيني، لن أتخلَّى عن الحياة أبداً، حتَّى يتمزَّق هذا الأمل الأخير في نفسي. حتَّى لو فقدتُ الحياة، ستُشكِّل جهودي جزءاً من السلسلة الذَّهبيَّة التي نتشارك في صناعتها جميعاً لجَلْب السعادة من حيث تجلس فوق السحاب، إلى الأرض. لنفترض أن سقراط أو شكسبير أو روسو استسلموا لليأس، وماتوا في الشباب عندما كانوا صغاراً مثلنا. أَلَا تعتقدين أننا والعالَم أجمع لو فقدناهم حينها كنَّا سنخسر كثيراً من سعادتنا ومن مشاعرنا الجيِّدة؟ لا أُشبِّه نفسي بهم، فقد أثَّروا بملايين البشر. لكنْ، إن استطعتُ التأثير بمئة شخص، أو عشرة، أو حتَّى واحدًا، واستطعتُ أن أحمله من اليأس إلى السعادة، فهذا سيُعوِّضني عن آلامي كلها حتَّى لو كانت أكبر آلاف المرَّات من ألمه، وسيدفعني إلى احتمال آلامي للمضي قُدُمَاً