والأحداث الكبرى التي كانت أيام الشيخين خطيرة في نفسها، تبهر الذين يسمعون أنباءها أو يقرؤونها، فليست في حاجة إلى أن يتكثّر في روايتها المتكثرون، ولا إلى أن يحيطَها الرواةُ بما أحاطوها به من الغلوّ والإسراف؛ فردُّ العرب إلى الإسلام بعد أن جحدوه، وإخراجُ الروم من الشام والجزيرة ومصر وبرقة، وإخراجُ الفرس من العراق والقضاء على سلطانهم في بلادهم؛ كلّ هذه أحداثٌ لا سبيل إلى الشك فيها ولا في وقوعها في هذا العصر القصير أثناء خلافة الشيخين، وهي أحداثٌ تصفُ نفسَها وتدلّ على خطورتها، وليست محتاجةً إلى المبالغة في وصفها؛ لأنها فوق كل مبالغة