وأكاد أعتقد أن الخلافة الإسلامية كما فهمها أبو بكر وعمر، إنما كانت تجربةً جريئةً توشك أن تكون مغامرةً، ولكنها لم تنتهِ إلى غايتها، ولم يكن من الممكن أن تنتهي إلى غايتها، لأنها أُجريت في غير العصر الذي كان يمكن أن تُجرَى فيه، سبقا بها هذا العصر سبقًا عظيمًا. وما رأيك في أن الإنسانية لم تستطع إلى الآن، على ما جرّبت من تجارب وبلغت من رُقيّ، وعلى ما بلغت من فنون الحُكم وصوَرِ الحكومات، أن تُنشئ نظامًا سياسيًّا يتحقّق فيه العدلُ السياسيّ والاجتماعيّ بين الناس على النحو الذي كان أبو بكر وعمر يريدان أن يحققاه